الأحد، 26 فبراير 2012

من الثلوج وحتى المؤثرات السطحية: تعرف على الفائزين المحليين بمسابقة YouTube Space Lab



في نهاية كانون الثاني (يناير)، وجهنا الدعوة إليكم لاختيار أفكار تجارب YouTube Space Lab التي تفضلونها من بين ستين فريقًا متأهلاً للتصفية النهائية، واليوم نقدم لكم الفائزين! وقد شارك منكم أكثر من 100000 شخص بصوته وانضم مجموع هذه الأصوات إلى الدرجات التي حددتها لجنة الحكام لدينا لاختيار الفائزين المحليين بالمرحلة النهائية من المسابقة. تعرف على الفائزين أدناه ويمكنك الالتقاء بهم جميعًا على قناة Space Lab.

الفرق الفائزة المحلية للمرحلة العمرية 14 – 16 سنة
منطقة آسيا والمحيط الهادئ مشاركة بعنوان Is space too cold for life to exist? (هل الفضاء من البرودة بحيث لا يسمح بوجود الحياة؟) بقلم باتريك زينغ وديريك تشان من نيوزيلاندا

منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: مشاركة بعنوان Could weightless liquids be the key to better gadgets? (هل يمكن أن تكون السوائل عديمة الوزن هي المفتاح لأدوات أفضل) بقلم لورا كالفو وماريا فيلاس من أسبانيا

منطقة الأمريكتين مشاركة بعنوان Could alien superbugs cure disease on Earth? (هل يمكن أن تعالج البكتريا الفائقة الفضائية الأمراض على الأرض؟) بقلم دوروثي تشن وسارة ما من الولايات المتحدة الأمريكية

الفرق الفائزة المحلية للمرحلة العمرية 17 – 18 سنة
منطقة آسيا والمحيط الهادئ مشاركة بعنوان Could liquid magnets take us deeper into space? (هل يمكن للمغناطيس السائل أن يأخذنا إلى أعماق أبعد من الفضاء؟) بقلم ساشن كوكي من الهند

منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: مشاركة بعنوان Can you teach an old spider new tricks? (هل يمكنك تعليم عنكبوت كبير حيلاً جديدة؟) بقلم عمرو محمد من مصر

منطقة الأمريكتين مشاركة بعنوان Could a snowflake unlock the mysteries of the universe? (هل تكشف ندفة الثلج عن أسرار الكون؟) بقلم إميرالد بريزنان من الولايات المتحدة الأمريكية

ستسافر الفرق الفائزة المحلية الست إلى واشنطن، حيث سنعلن عن الفائزين الاثنين على مستوى العالم (فريق واحد من كل فئة عمرية). وسيتم تنفيذ التجربتين المقدمتين من هذين الفائزين على ارتفاع 250 ميلاً من الأرض فوق محطة الفضاء الدولية (ISS) كما سيتم بثهما مباشرة على YouTube كجزء من حدث عالمي للاحتفال بالعلم والفضاء. وخلال الإقامة في واشنطن، ستشارك جميع الفرق في سلسلة من الأنشطة تقديرًا لإنجازاتهم، وتشمل هذه الأنشطة فرصة لتجربة انعدام الوزن في رحلة تنعدم فيها الجاذبية.

كانت قناة Space Lab قد وجهت الدعوة إلى العلماء الناشئين لإرسال فيديو على YouTube يقدم وصفًا لإحدى الأفكار التي يمكن إجراؤها على محطة الفضاء الدولية (ISS). وتلقت القناة، التي تعمل كمنصة لإطلاق مقاطع فيديو رائعة عن الفضاء والعلوم على YouTube، ما يزيد على 50 مليون مرة من مرات المشاهدة على مستوى العالم خلال فترة المسابقة. وسيتم هذا الأسبوع تحميل المقابلات التي تمت مع الفائزين في بلداتهم، فاحرص على الاشتراك في القناة لمتابعة كل المستجدات من هنا على الأرض!

ذكرى ميلاد ابن بطوطة

عندما كنت طالباً في المرحلة الابتدائية، كان علي انتظار والدي لمدة ساعة بعد انتهاء الدوام المدرسي حتى يقلني إلى البيت.  كنت أمضي هذه الساعة في مكتبة المدرسة و هناك تعرفت على مجموعة من الكتب عن قدامى العلماء العرب و أتذكر يوم قرأت عن ابن بطوطة لأول مرة. مبهورا برحلته، أمضيت أياما أحلم بالرحلة الطويلة على ظهر الجمال والأقدام.  و أتخيل وصفه لمشاهداته في الهند و شرق آسيا و الصين و الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع عشر.

ومن أكثر الأشياء التي أحبها في Google هي شعارات الصفحة الرئيسية، تلك الرموز المتواجدة على صفحاتنا الرئيسية التي تحتفل بمناسبات و شخصيات مهمة على مر التاريخ. لذلك فتلك الشعارات هي فكرة مناسبة للحديث عن هذه الرحلة العظيمة في ذكرى  يوم مولد ابن بطوطة. وعندما عرضت هذه الفكرة على الفريق المسئول عن هذه الشعارات تحمست صوفيا فوستر ديمينو، إحدى الفنانين المسئولين عن إنتاج هذه الشعارات، التي انبهرت بحياة ابن بطوطة. و بعد فترة كبيرة امضتها فى البحث و قراءة مقاطع من كتاب رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)  و القراءة عن معالم معظم معالم المدن اللتي زارها  من طنجة في المغرب إلى تشيوانتشو في الصين، عادت بتصميم لشعار الصفحة الرئيسية يمثل رحلة ابن بطوطة التي تخطت ال٧٠٠٠٠ كيلومتر، والكثير من المعالم الأثرية من مختلف الاماكن التي زارها.

أتمنى أن تستمتعوا بالمشاهد المختلفة من رحلة ابن بطوطة في هذا الشعار على أحد صفحاتنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهناك تحدي صغير:  هل تستطيع التعرف على المعالم الأثرية الستة عشر في هذا الشعار؟


السبت، 18 فبراير 2012

الليل وضوء القمر الخافت

الليل سكون

الليل هدوء


http://www.youtube.com/watch?v=KvZtrA_kzQI&feature=related



مليت صبري

مليت الصبر ومل الصبر مني


اكابر والهم يلعب فيني 


ابتدي وانتهي والحزن محتويني 


يوم مشوق لليل يداعبه ضوء القمر 


الى صباح مشرق نعيش تحت سقف الشمس


هكذا تعج بنا الايام ...




نهرب من طعنات القدر الموجعة 


نلتقي بكم وقت اخر ..


شكككرا لكم

صباح يوم جميل

عندما تغرد العاصفير وتطير الطيور با ارزاقها

نقترب من همسات لطيفة تداعب خيالتنا 

صباح الخير لجميع من مر الى هناا

الجمعة، 17 فبراير 2012

القروض.. ماذا عن المشاريع السكنية؟

بفكر عقاري

القروض.. ماذا عن المشاريع السكنية؟

خالد عبدالله الجارالله
    من معوقات نمو القطاع العقاري وسد الفجوة بين العرض والطلب للمساكن إحجام البنوك وجهات التمويل عن إقراض شركات التطوير العقاري والمستثمرين في المشاريع السكنية والتركيز في تمويل الأفراد حيث تذهب معظم قروضهم للسلع الاستهلاكية!
حسب الإحصائيات الصادرة عن مؤسسة النقد السعودي وصل حجم القروض الاستهلاكية إلى 219 مليار ريال بنهاية الربع الثالث من عام 2011م منها أقل من 28 مليار ريال قروض خاصة بالتمويل العقاري معظمها للأفراد، إضافة إلى نحو 8 مليارات ريال قروض بطاقات الائتمان.
إذا معظم هذه المليارات لم يتم استغلالها بالشكل المثالي وذهبت في سلع استهلاكية قد تكون في كماليات مثل السفر والأثاث والسيارات، يا ترى كم وحدة سكنية نستطيع بناءها من هذه المليارات؟ لو تم إقراضها بتوازن للمشاريع السكنية وللمواطنين الأفراد بغرض بناء المساكن وليس للسلع الاستهلاكية على الأقل ستساهم في بناء مئات الألوف من الوحدات السكنية وحل جزء كبير من المشكلة بدلا من الاعتماد على صندوق التنمية العقاري الذي وقف وحيدا وعاجزا عن تلبية حاجات المواطنين من القروض لكثرة الطلبات وقلة الموارد؟
لو تحركت البنوك وخصصت جزءا من وقتها في دراسة الاستثمار طويل المدى لاكتشفت أن الاستثمار في التمويل العقاري هو أنجح وآمن استثمار على المدى الطويل وستسهم في حل أزمة المساكن التي نواجهها في مختلف مناطق المملكة لقلة العرض وزيادة الطلب وللحاجة المتنامية على المدى القريب والبعيد.
البنوك وشركات التمويل العقاري والقائمون على الصناديق العقارية لهم دور فاعل في تقديم النصح والتوجيه لبدائل الاستثمار وبدائل الاستفادة من القروض، فلو تم توجيه القروض للتمويل العقاري وخصص معظمها لشركات التطوير العقاري ومشاريع الإسكان لدارت عجلة الاقتصاد واستفاد كثيرون من الدورة المالية للقرض بدلا من توجيهها في قروض استهلاكية ينتفع منها عدد محدود من المتعاملين.
أيضا من معوقات تطور السوق العقاري عدم اعتماد العمل المؤسسي في معظم الأعمال والأنشطة المرتبطة به من التطوير والتمويل إلى البناء وافتقاد العمل المنظم والاعتماد على القرارات والمبادرات الفردية.
لعل تحركات صندوق التنمية العقاري الأخيرة الايجابية ومبادرته للدخول في شراكات مع القطاع الخاص للمساهمة في حل مشكلة قوائم الانتظار تحرك المياه الراكدة وتكون دافعا لدخول مستثمرين ومطورين وممولين جدد يعملون على أسس مؤسساتية بدلا من المبادرات الفردية ويكونون منافسين للبنوك وشركات التمويل التي لاشك ستلحق بالركب عند فقدان حصة كبيرة من السوق.
ولعلها تجربة تستفيد منها وزارة الإسكان لتأسيس شراكات مع القطاع الخاص لتنفيذ المشاريع الإسكانية بما يخدم إستراتيجيتها ويقدم منتجا جيدا وبسعر منافس للمواطن.

لا نريد أموال المستثمرين

لا نريد أموال المستثمرين

راشد محمد الفوزان
    بين كل فترة وفترة زمنية تخرج علينا أخبار عن قرب دخول المستثمرين بسوق الأسهم السعودي، وهي تصريحات ليست رسمية ولا يعتمد عليها ابدا، بل هي أمنيات ومحفزات يضعها كثير من شركات الاستثمار وهي خارج البلاد لا داخلها، وكأنها هي الأعلم بمصالح بلادنا أكثرمن أنفسنا، وهم يعرفون أن السوق لم ينضج بعد وليس قريبا رغم أهميته، لست ضد الاستثمارالأجنبي أبدا بل هو مرحب به بأي وقت وبأي مبالغ مهما كانت ، لكن السؤال أين تتجه ومتى تأتي وكم ستبقى ؟ فهي قضية ليست مفتوحة على مصراعيها ابدا . ونحتاج إلى تنظيمات وتشريعات وقوانين تضبط كل ريال يدخل بلادنا ، فهي أموال " أجنبية " باحثة عن فرصة ، ليست مستقرة ولا تأتي مجاملة أو دائمة ، والاخطر هو سوق الأسهم أو السوق المالي ككل ، باعتبارات عده أهمها سهولة الدخول والخروج من السوق في يوم واحد وبمليارات الريالات ، وهذا ما يخلق خللا كبيرا في السوق حين لا يكون منظما ومراقبا من الجهات الرقابية وهي تتمثل هنا بهيئة السوق المالية ، فنحن نريد أموالا تبقى وتستقر لا أموال مهاجرة مع أول ربح.
يصر كثير من المحللين أو الباحثين أو شركات استثمارعلىالتشجيع بفتح الاستثمار الاجنبي ، ونحن رأينا اسواقاً تعاني الكثير من هذه الأموال " الجوالة " في الأسواق الناشئة ، التي تبحث عن فرصة سريعة وتعود من حيث أتت ولا ينظر إلى ماذا خلفت وراءها ، أثق أن هيئة السوق المالية لدينا ، أشد حرصا على السوق والاقتصاد الوطني من اي طرف آخر فهو سوقها وسوق مؤتمنة عليه بالرقابة والتشريع والتنمية له ، لجذب الاموال والاستثمار به بما ينعكس على الاقتصاد الوطني ، وحين يطالب البعض بفتح السوق للأجنبي مباشرة ، نقول له إن الوقت غير مناسب ، لاعتبارات يطول شرحها أهمها نضج السوق لم يكتمل وصغر حجم السوق وعدد الشركات رغم أنها بقيمة تفوق التريليون ريال ، من المهم أن نوجد سوقاً جاذبة مستقرة ، يغلب عليها الشركات الجيدة والاستثمارية ، وبنوكنا لا تنقصها السيولة وهي أموال المودعين فالسيولة عالية جدا في بلادنا فلا نقص سيولة ولكن مشكلة " ثقة " و" وضوح " ورؤية للمستثمر، لن يأتي لنا أحد من الخارج ليضخ الأموال لمجرد أنه سيبقى في السوق ، الأشكال في الأموال الساخنة التي لا تبقى وهي فايروس على الاسواق ، وهنا يصعب ضبطها وتقنينها بفتح السوق ، بل يجب أن يكون هناك " آليه " تقلل المخاطر بالسوق ولا تتحول لسوق مضطربة ومضاربة وصراعات كبار وشركات استثمار ، يصبح ضحيتها الاقتصاد الوطني والمتداول البسيط ، نحتاج وقتاً وزمناً كافيين للوصل لهذه المستويات وهي لم تأت ولكن نسير بطريق صحيح بتميز كبير من هيئة السوق المالية التي تقدم عملا مميزا بكل موضوعية ووضوح ، أصبح يمارس في الرقابة والشفافية ونشر القوائم المالية وضبط هائل وكبير ، لم يكتمل كل شيء بالطبع لكن يجب أن نسجل نجاح الهيئة مقارنة بفترات ماضية كانت تفتقد الكثير والكثير .

نقل التقنية

عابد خزندار
    كنت قد كتبت مقالا (لم ينشر بعد) قلت فيه: إننا بلد بدون مهنيين أو تقنيين، رغم وجود معاهد للتدريب وكليات للتقنية منذ سبعين عاما، واليوم قرأت أن وزارة المالية جهزت ميزانية متكاملة لنقل تقنيات التصنيع في القطاعات الصناعية المهمة، ورفع أداء المتدربين السعوديين لتمكينهم من العمل مع المعدات الصناعية الحديثة، والاستعانة بمشغلين دوليين لتشغيل المعاهد التقنية غير الربحية، وتوطين الوظائف وبخاصة الفنية والحرفية، وذلك من خلال دعم الشراكات الاستراتيجية في المملكة، وجاءت تحركات الوزارة في أعقاب توجيهات ملكية صادرة بضرورة دعم الشراكات الاستراتيجية، والمركز الوطني للشراكات الاستراتيجية، وكنت أتمنى أن يكون الخبر أكثر دقة وتحديدا، فما هي هذه الشراكات الاستراتيجية، وهل هي موجودة في بلادنا؟ ثم يقول الخبر: إن لهذه الشراكات الاستراتيجية معاهد غير ربحية، سيدعمها صندوق تنمية الموارد البشرية، وهذه معاهد لم نسمع عنها، ومن باب التخمين سأفترض وجود هذه الشراكات الاستراتيجية، وخاصة في مجال صيانة الطائرات الحربية، وربما هناك شراكات أخرى، فإن صح ذلك، فهذه هي الخطوة الأولي الصحيحة لنقل التقنية، وتشغيل مئات المتخرجين من كليات التقنية، وإيجاد عمالة تقنية مدربة، وهو ما يشجع إنشاء مصانع ذات تقنية عالية، ويزود شبكة الخطوط الحديدية التي يجري إنشاؤها بالتقنيين اللازمين، ويمكننا في النهاية من الاستغناء عن التقنيين الأجانب الذي يتقاضون رواتب عالية، فعسى أن يتحقق كل ذلك.

الانتصار للحق

يوسف الكويليت
    الضمير العالمي يقظ أمام تجاوزات السلطات الدكتاتورية أو من يتحالف معها، والجمعية العمومية للأمم المتحدة، التي خرجت عن احتكار الدول الخمس لمجلس الأمن، خرجت بتصويت حول الجرائم في سوريا ب «١٣٧» مقابل «١٢» وامتناع «١٧» وبتوافق وجه ضربة لروسيا والصين، قبل سوريا، فالسياسة لا تحكمها دائماً تقديم المصلحة على الجريمة، وما يجري بسوريا ليس كما يزعم الأسد، أو مناصروه أن الصراع بين طرفين، الأول إرهابي، والآخر يكافح الإرهاب، بينما مرتكزات السلطة وتاريخها تجاوز الأعراف إلى الإبادة، ومن يملك الأسلحة بمختلف تشكيلاتها التي يحارب بها، لا يمكن مساواته بشعب أعزل يدافع عن كرامته ومطالبه بالحرية..
قرارات الأمم المتحدة ليست إلزامية، ولكنها موقف دولي لا تستطيع القوى تسييسه، وهذا ما يميز استقلاليته عن تجاذبات القوى العظمى، بينما كسبت الدول العربية صوتاً عالمياً وانتصاراً سياسياً، وكشف كيف أن الحق لا نزاع عليه، ولعل المتباكين على نظام سوريا، ومن رفعوا أصواتهم بإظهار مخاوف البديل عن السلطة، هي نفسها ما جرى مع الأنظمة التي تساقطت، ولم تحدث هزات دولية أو إقليمية مع زوالها، بل إن نهاية النظام سوف يرسخ نظاماً ديموقراطياً، وكل المخاوف التي يبررها تصريحات المندوبين الروسي والإيراني، لا تعدو استهلاكاً سياسياً، وكل يفسر مخاوفه من خلال منافعه الخاصة بصرف النظر عن الدماء التي تراق من جسد المواطن السوري..
اتساع الثورة ووصولها للمدن والقرى بدأ يشتت قوة السلطة، فالحرب على عدة جبهات خلق مأزقاً أكبر، لأن حرب الشوارع أعجز أمريكا في فيتنام وقبلها فرنسا في الجزائر، والدلائل كثيرة، ومع أن قوة الأسد تستخدم كل أنواع الأسلحة فقد عجزت منذ عدة أسابيع أن تتعمق داخل (بابا عمرو) والمدن الأخرى، وهذا يكشف أنه مهما كانت القوة فالشعب لديه المخزون الأكبر في تقديم التضحيات، وقد اعترف المراقب الدولي ومن داخل سوريا أن ما يقدم من بطولات تحدث كل وسائل الجنون والهستيريا للحكم..
لقد ظل الوهم عند ساسة دمشق أن دورهم أكبر من أي بلد عربي آخر، وهذا الزعم تبدد أي أن التأثير على محيط سوريا لم يتضرر بقدر ما تضررت نفسها، وحتى الذين يدعمون النظام سواء من العراق، أو بعض اللبنانيين، فسوريا نفسها تتمنى خلق مآزق للبلدين للتخفيف عن مواجهة الضغوط التي خلقها الشعب، ولعل رهان حلفائها الثلاثة روسيا والصين وإيران، وجدوا أن قرار الأمم المتحدة كشف زيف مواقفهم، وخاصة أن الشعب العربي بقدر ما أدرك عنصر المزايدة، فإن صورتهم في ذهنه تبددت، بل وضع الدول الثلاث في خانة العدو بناء على سلوكهم وفقدانهم أبسط معارف الإنسانية..

ثمرات الثورات

ثَمَرَاتُ الثَّوْرَاتِ
إبراهيم الدميجي

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

الحمد لله الذي لا منتهى لفضله، والشكر له على جزيل نعمه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه, وبعد:

فالكلام عن ثورات ربيع العرب المسلمين قد يكون سابق لأوانه, لأنها لا زالت فتيّة ولمّا تتضح جميع سمات مُحَيّاها، فعمر الثورات بالسنين وليس الشهور, لكن مقالي منصبّ هنا على ما ظهر من ثمراتها حتى الساعة, سائلاً ربي التوفيق.

تُحمد الثورات أو تذم بعد عرضها على ثلاثة أمور:


الأول: الوضع الَمُثورُ عليه بحسب قربه وبعده عن الحق والقيم العدلية, وهو مبرر الثورة _إن وجد_.
الثاني: حقيقة الثورة مبنىً ومعنى، والغوص في التراتيب والمضامين الثورية بغض النظر عن شعاراتها.
فما كُلّ دارٍ أقفرت دارةُ الحِمى * * ولا كل بيضاء الترائبِ زينبُ
الثالث: مآلاتها وما ترتب عليها, وإن كان هذا قد تُوردُ عليه مسألة اختطاف الثورة, لكن عند التحقيق نجد أن حفظ مسار الثورة من أولويات مضامينها, فهو راجعٌ إليها, والتفريط في مكتسباتها راجع عليها باللوم في المقام الأول, فمِنْ أَوْلَى مسؤولياتها إيقاف دولاب تأجيج ثورة أخرى رديفة أو غريمة أو مضادة, إذ لابد من حدّ معين تقف عليه, وإلا أكلت نفسها أو أُكِلت من ثورات أخر.

معاشر الأحرار:
في هذه الأيام الجميلة أرقلت لساحات الحرية رواحلُ الأحرار, وانتشت بالشّمّم والإباء نفوس الكرام, ورفرف السرورُ والحبور على شفاه ووجوهِ النبلاءِ ونفوس الصالحين المصلحين, وامتلأت بالراحة والسعادة قلوبٌ طالما أنهكتها سنيّ المهونة وعقود المذلّة.
خليلي لا والله ما أنا منكما * * إذا عَلَمٌ من آلِ ليلى بدا ليا
الثورات وتوابعها الزلزالية سياسياً وعقَدياً وفكرياً واقتصادياً وأخلاقياً وعِلمياً واجتماعياً وحربياً؛ غيرُ خارجة عن سنن الله الكونية ونواميسه الخَلْقِيّة, وهناك نماذجُ تاريخية مشابهة لها من بعض الأوجه, لكن شتّان بين ثورة تكبير وتهليل وتوكل واستغاثة وتوبة وبرّ وصلة وإيثار ونصح وتعاون على الحق, قد خرجت من الجوامع بعد الجمع, وبين ثورة ثارت على دينها أولاً, ثم ثنّت بسياسييها وإقطاعييها ثانياً!

الثورات بنكهة ربيع العرب لها خصائص وسمات تميّزُها عن غيرها، فالعرب لهم فضائلُ جُمْلَةٍ ومظنّة _لا أفرادٍ وتعيين_ وإن رَغمَ الشعوبيون، ولك يا منازل في القلوب منازل.

الثورات الإسلامية تقول بملء فيها: الثورة الفرنسية لم تمرّ من هنا، بل ثوراتنا هي من ستمرّ على سائر الشعوب المستعبدة للطغاة وتلهمهم سلمها وحربها، فسِلْم إلى آخر المدى, لكن إن خشينا الاستئصال فالجهاد بالجلاد, فما حيلة المضطر إلا ركوبها.
إذا المبادئ لم تُحـْـمَلْ مكـرَّمةً * * على الرقاب فلا تستعجلِ الإربِ
الثورة الفرنسية مختطفة من الماسُون الصهيوني لكن الإسلامية (وإن تشأ فسمّها العربية مهدُ الإسلام الأول حضانة ونشراً ومهداً وموطناً) على الضّدّ من ذلك, بل كان أول حربها على خداع الصهاينة بأذنابهم.

شعار الثورة الفرنسية (أم الثورات الغربية) يقوم على ثلاثة أسس: الحرية والإخاء والمساواة, لكن الإسلامية ضبطت هذه الثلاث بردّها إلى محكمات القرآن, وظهر ذلك جلياً باختيار الشعوب المسلمة لمن قال: القرآن دستورنا, لا لمن ألقاه وراءه ظهرياً، وقد ظهر خَسَارُ أهل النفاق والتغريب واللبرلة, الذين زعموا أنهم انتصروا! وما مثلهم إلا كذبابة طُرِدت من خلية نحل فرفعت عقيرتها: إنِّي مَلِكَتُها!

الشعوب في الميدان هي السلطان لا السلطان، فإن رفع بندقيته عليها حار عليه نارها, وارتد على صدغه رصاصها، وإذا أحسن دعاة الحق ضبط دفة المسيرة فاحْدُ لها تَسِر, فحيث حلّت رتعت في ربيع وحيا.

والإيمان محفوظ في جملة أهل الإسلام بحفظ الله تعالى للقرآن، وروى الشيخان من حديث المغيرة رضي الله عنه مرفوعاً:"لا يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون". وستتغير بإذن الله موازين كثيرة, كلّتْ من تطفيف الكيل وغبن المشترين, سواء في المحافل الوطنية أو الإقليمية أو الدولية, وإن غداً لناظره قريب.

وإنّه ليحسن في هذا الزمان نشر ثقافة التفاؤل بنصر الدين في الناس فقد همدت هممهم من طول سِنِيِّ الإحباط السياسي والاقتصادي والحربي.

فمن تلك الثمار:

إزاحة الطواغيت المعبّدة لغير الله تعالى, وقد أرانا الله العبرَ في سقوطهم المدوي, وكال لهم بالصاع الوافي, وجزاهم من جنس أعمالهم, وقرَأنا آية آل عمران كأنما أُنزلت الساعة: "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء" (آل عمران: 26).
ألا كل حي هالك وابن هالك * * وذو نَسَبٍ في الهـالكين عريقُ
فلا تحسب الدنيا إذا ما سكنتها * * قـراراً فما دنياك غير طريق
ومن الثمار: علّمتِ المستضعفين؛ أنَّ ما سُلبُ بالقوة لا يُنتزع إلا بمثلها.
ومن يَحْلُ تِطلاب المعالي بصدره * * يجد حُلْوَ ما يُعطاه من غيرها مُرَّا
ومنها؛ قَصْرُ يدِ أهلِ الكتاب (العدوّ التقليدي لأهل الإسلام) عن مقدرات الأمة, ومن ثَمَّ قطعُها بإذن الله, فحالهم:
حلفَت لنا أن لا تخون عهودَها * * فكأنّما حلَفت لنا أن لا تَفِي
ومهما حاولوا الالتفاف عليها والاقتيات من ثمرها؛ فإن حَمَلَةَ أمانة الإسلام لهم بالمرصاد, ومن الشواهد إباء المصريون مِنَّةَ المليار الأمريكي الصليبي الذي كان مدخلاً وبوّابة لهم وليّاً لذراع ساسة وعسكر مصر! والثورات المباركة حتى وإن وَهَنَ روّادها أو لم يُوفّقوا في بعض الحسابات والقرارات فإن الزمن بتوفيق الله وإذنه كفيل بمراجعة الأمة لهم, فهي أمة ولودٌ حرّةٌ يقظة, تمرض ولا تموت, وتضعف ولا تسقط, ولا بد لها في كل زمان من قائم لله بحجة, ومبيّنٍ سبيل المحجّة, والتجارب دُروس وليال الظلم والجهل دَروس.
إيهٍ أخا الإسلام فالنصر قادمٌ * * وإن أجلب الكفارُ كل النواديا
ومنها؛ أنها عرّت دولاً على حقيقتها, أتقنت أو فشلت في التمثيل, وجزى الله الشدائد كلّ خير.

ومنها؛ تعرية عدائية الرافضة وأذرعهم العسكرية, وبخاصة حارس إسرائيل المخادع المكشوف حزب اللات، الذي كاد أن يخطف عقيدة المسلمين إبّان حربه الهزلية الهزيلة قبل سنيّات، فانكشفت على بروق الثورات مخالب الضبع تحت جلد الحمل.

ومنها؛ تجلية خطر الفيتو ضد العالم, وارتفاع مستوى السخط والغضب والحنق ضده من قبل الساسة والشعوب, وهذا منذر بزواله بمشيئة الله وإن كان مشوار ذلك طويلاً, لكنها بداية النور في آخر نفق الظلم والجشع والكبر العالمي, وإنما السيل اجتماع النقط.

ومنها؛ بيانُ أهمية القوة الناعمة (الإعلام) في صنع الأحداث أو توجيهها بإبراز جانب وإماتة آخر (وتأمل حال إعلام بعض القنوات في تعاطيها مع الحدث الحقيقي أو المصنوع أو المُبالغ في دولة واحدة هي اليمن؛ كيف أجّج الثورة وضاعف المشاعر وألهب الحماس في صنعاء, وخنس وخرس في صعدة حينما تعرضت لحصارٍ ظالم وقتل سافر) وأَنّ محرر الخبر له دور أساس في تشكيل الحدث التالي-بإذن الله- بتعبئة الجمهور والعامة بل والساسة, عبر ضخّ الرسائل الشعورية واللاشعورية في وريد وذاكرة ومشاعر المتلقين, وتلقينهم عناصر ردّ الفعل عبر تصويره عرْض مطالبهم وآلامهم و وإيهام استشعارهم تمثيله لهم، ومن هنا يُلحّ مطلب الإعلام الإخباري والتحليل الريادي والآنيّ للإعلام الإسلامي .

ومنها؛ إثبات أهمية التوحّد والاجتماع خلف المطلب الجامع, وشاهدُ هذا الميادين الكبيرة والجُمع الهادرة.

ومن ثمراتها؛ سقيُ نبات العزّة في نفوس الأمة المسلمة, واطّراح الخنوع وكسر الخضوع لغير الحيّ القيوم، قال عمر: يعجبني الحُرّ إذا ضِيْمَ أن يقول بملء فيه: لا
لا يدرك المجد إلا سيّدٌ فطنٌ * * لِمَا يشقُّ على السادات فعّالُ
لولا المشقّةَ ساد الناس كلُّهُمُ * * الجـودُ يُفقــــر والإقدام قتّالُ
ومن ثمراتها؛ إدراك كثير من أهل العلم والدعوة ممن كان متردداً حجم الحاجة لوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة (الالكتروني والمرئي) وكيف خدم هذا السلاح ما لم يخدمه السلاح! ومن أعظم ثمرات هذه الوسائل بل هي الأعظم بإطلاق؛ انتشار الوعي وتحرير العقول من ربقة التعصّب للمذاهب الرديئة, وإيقاظُ العقولِ وتفتيح الأسماع والأبصار والأفئدة من ركام الخرافة والتقليد الأعمى؛ ككهنوت المتصوّفة, وإلغائهم حريّة النقد والتفكير للمريدين بمقرعة: "كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي غاسِلة!" فأثمر ذلك أجيالَ تخلّفٍ وخرافة, وتسطيحَ عقولٍ وتسفيهَ أحلامٍ وحيرةَ ألبابٍ, وإيغالاً في كفرِ الحُلول والاتّحاد, بَلْه البدع والمحدثات المسلكية!. وكذلك قول الإسماعيلية الباطنية هرباً من كشف حقيقة أكذوبة صحة معتقدهم: لا تسأل فتشك فتكفر!. وكقول المتشيعة المشركة: هذا الولي الفقيه يعلم علم الإمام الغائب الذي يعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون! تقدس ربنا في عليائه عما يقولون، وكما يقول بَهَتَةُ الساسة وكذبة أزلامهم: البلادُ في أيدٍ أمينة فنامي يا شعوب ملء الجفون!.

فخرجت _بفضل الله_ جموع الأمّة بالفلاح مسعودة, لتقول: لا إله إلا الله, ولا معبود لنا سواه، لا شيخَ طريقه, ولا سيّد, ولا إمام ولا فقيه، ولِترتفع بصوتها وفعلها ملء السمع والبصر لتقول: محمدٌ عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, لا خير إلا دلنا عليه ولا شر إلا حذرنا منه, وكل الخير في سنته وكل الشر في مخالفته.

ولما خُلّي بين الأمة وإرادتها؛ تبِعت من ينادي بالإسلامِ, ووثقت بمن يرفع مبادئه وشريعته، أيّاً كانت أولوياته وطريقته, بل ذهبت أبعد من ذلك؛ فمن كان يَظنُّ أن سبعة ملايين من أهل الكنانة يصوّتون لمن نادى بعقيدة السلف الصالح والأصحاب الأطهار البررة, تلك العقيدة الصافية التي خالها كثير من الناس غريبة هناك، ولكن بحمد الله فلا يزال في أهلها خير منذ الفسطاط، وإذا صلحت رَحَى عرب هذا الزمان فلا تسأل عن الثمرات الصالحة الناضجة النافعة, وهل أبلغُ من تعطيل غالب قنوات العالم بجميع اللغات أيام زلزال ثورتهم إلا لمتابعتها ورصدها وتقليدها؟!(حتى في اللغة واللهجة كما في أمريكا, بل ومُسمّى الميدان كما في أسبانيا، فَلِأَرضِ الكِنانة اليوم شأنٌ لا كالأيام الخوالي).

لقد مَخَضَ ربيعُنا عن أرضٍ جديدة حقيقة لا حُلُماً, وغَرَّدَ لأحلام جميلة, حرسها الله من قُطاع طريقها ونُزّاع سعدِها, الذين يحوكون خيوط الظُّلْم في حنادِسِ الظُّلَم, ليئدوا وليدَنَا الذي طالما انتظرناه وارتقبْنا هلاله وبدره، فالحمد الله الذي أحيانا لنرى تتابع نِعَمِه، ونَنعم بمزيد فضله ومننه.
أَعُدّ الليالي ليلةً بعد ليــلةٍ * * وقد عشت دهراً لا أعُدُّ اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلّني * * أُحَدِّثُ عنك النفسَ بالليل خاليا
إذا سرتُ أرضاً بالفضاء رأيتُني * * أصانع رحلي أن يميلَ حِياليا
يميناً إذا كانت يميناً وإن تكن * * شِمالاً يُنازعُني الهوى عن شِماليا
ألا يا حمامَيْ بطن نعمان هِجْتُما * * عــــــــــليّ الهوى لمّا تغنّيتُما ليا
وأبكيتُماني وسط صحبي ولم أكُن * * أُبالي بدمع العين لو كنت خاليا
ذكت نار شوقي في فؤادي فأصبحت * * لها وهَجٌ مستضرمٌ في فؤاديا
خليليّ ما أرجو من العيش بعدما * * أرى حاجتي تُشرى ولا تُشترى ليا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما * * يظُنّان كلّ الظنّ أن لا تلاقيا
وإن أردت برهان ذلك؛ فانظر في رَحِم الشام مهاجر إبراهيم ومرابع النبيين, وتذكّر حديثَ خيرِ المرسلين بل أحاديثه في بيان فضل الشام وشرفه ومقاماته العالية في الدين والجهاد في ملاحم آخر الزمان الذي آذنت شمس مغيبه، واسترجع حديثه بأبي هو وأمي ونفسي في شأن الغُوطة وجندها الصالح وأنت ترى رجم الصفيونيين النصيرية البشع لها ولأكناف بيت المقدس كحمص الجهاد وغيرها, وتذكر حديثه العاطر في وصف من ذكر أنه أولى الناس به ابن مريم عليه السلام ونزوله شرقي دمشق على المنارة البيضاء ووصيته بجند الشام وأجناده وخيرية أهله في آخر الزمان، وَقِفْ وتأمّل واعتبر وتفكّر: هل دارَ بأدنى خلدك وأَبْعَدِ حدْسك أن ترى نفس الجيل الذي كان بالأمس مزمّراً مطبلاً غافلاً لاهياً حتى لا تكاد ترى في المساجد إلا الشيب، مغلوباً على أمره, مسلوباً ضروراته فضلاً عن حاجاته, فإذا به اليوم يسطّر أروع الكلمات على جبين التاريخ؛ بالتهليل والتوحيد والتكبير والصلاة والصلة والبر والإيثار والجهاد والصبر والمصابرة والمرابطة والتواصي بالحق والصبر والمرحمة, والحرص على السنّة والحجاب, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوبة والأوبة؟! الله أكبر، هي وربّي إرهاصاتٌ لأمورٍ عظيمة جدّ عظيمة، أَتُرَى الله يضيع صبرهم وجهادهم واستغاثتهم وتوكلهم، كلّا ورب محمد صلى الله عليه وسلم، فلعلّها تباشير نبوءته بفتح بيت المقدس, ولو بعد عدةٍ أجيالٍ, وما ذلك على الله بعزيز, وفي المسند بسند صحيح"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل". ولمّا كان المولود كبيراً عظيماً اشتد الطّلقُ على الوالدة، وازداد النزف الطاهر، ولا سواء؛ قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون" (النساء: 104) علام نبكي شهداءنا والله حسيبهم ولا نزكيهم فعند الشيخين مرفوعاً: "ومن قتل دون ماله فهو شهيد" فما الظن بمن كان قتله للدين؟! وللنسائي والترمذي: "ومن قتل دون دينه فهو شهيد".

أَنَضُنُّ بالجنان عنهم أم بهم عنها؟! يا قومي: الأمر أعظم وأكبر وأبعد مما يتصور بعضنا: "ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم . سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم" (محمد: 4) ونصر المبادئ غاية العقلاء, حتى وإن هلكت الأجساد، فما عند الله خير وأبقى.
إذا عزّ ديني واستبيحت جوارحي * * فأين مقـــــــام العزّ إلا مقاميا؟
قيل للشافعي رحمه الله: أخير للمؤمن أن يُبتلى أم يُمكّن؟ فقال ذلك العالم الحكيم الرباني: لا يمكن حتى يبتلى. حُسم الأمر وقضي الشأن "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب" (البقرة: 214) ولما شكا خبّاب الضّيمَ والنَكال والأذى لنبي الله صلى الله عليه وسلم, قال وهو محمرّ الوجه" لقد كان من كان قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه, ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله" رواه البخاري.

وبالجملة؛ فلا بد من التمرّس والدراسة لفقهِ التّمكين في الأرض, وشرطُه وجِماع أمره لمن كان له قلب:"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون" (النور: 55)اللهَ اللهَ بالتوحيد يا أيها الثائرون, والسُّنّةَ السُّنةَ معاشر المجاهدين, وإنكم لن تغلبوا عدوّكم بكثرة عُدد وعَدَدٍ وعتاد, بل بصدق التعلّق بالله تعالى, والانقطاع عن الالتفات للخلق, مع بذل كل ممكن من الأسباب المشروعة، فالتفات القلب إلى الأسباب قدحٌ في التوحيد, ومحو الأسباب أن تكون أسباباً قدحٌ في العقل, والإعراض عن الأسباب قدحٌ في الشرع, كما نص على ذلك أئمة الإسلام كابن تيمية وابن القيم رحمهما الله, وأعظم الأسباب على الإطلاق صدقُ التوكل وصحةُ اليقين وإحسان الظن بالله, وحسنُ المعتقد وصدقُ الاتّباع، ولا يغرُرْكُم جَهَامُ المُخَذِّلِين المخذولين, ولا خُلّبُ الفجرةِ والمشركين, فمن توكل على الله كفاه ومن اعتصم به حفظه وآواه, ومن آوى إليه فقد آوى إلى ركن شديد.
وإني لأدعو الله حتى كأنما * * أرى بجميل الظن ما الله صانعُ
هذا ومما يجدر به التنبيه، ولا يخفى على الفطِنِ النبيهٍ؛ وجوب رعاية حسن التدبير وحكمة التصرف, سواءً في الراعي أو الرعية، فجيلُ اليوم سبق بوعيه وتوقه وشوقه واندفاعه أجيالاً سبقته, وهذا على ما فيه من بشارة إلا أنه يحمل في طيّه النّذارة! فكما أنّ حماس الشباب مطلب, وتوقُهُم للتغيير للخير فَضْيلةٌ, إلا أن الحلمَ والأناةَ وحكمةَ الشيوخِ الذين عرَكتهم الأيام بثفالها وغذّتهم التجارب بلَبانها مطلبٌ ألَحّ وفضيلة تكملُ تيك الفضيلة إذ ليست عن ظِلّها بمعزِل، وكلا الأمرين مهم، والفتن عميّة, وما يصلح في زمان ومكان ليس بالضرورة صالحاً لغيره, فمن حكمة المولى سبحانه أن لكل مرض علاجاً من جنسه, ولكل أدواءِ أرضٍ ترياقاً من موطنها، والفيصل الشريعة، وكل أمر يُقدّر بقدره، وليس كل إنكارٍ خروجاً, كما أنْ ليس كل طريقة بقصدِ الإصلاح سائغة "وما كان ربك نسياً" (مريم: 64) "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً" (النساء: 83) والفتن خطافة والقلوب ضعيفة، وإذا أقبلت الفتن لم يرها إلا العلماءُ, فإذا أدبرت وطرحت صرعاها علمها العامّة ولكن بعد خراب البصرة! ومن لزم غرْزَ ورثة الأنبياء أفلح وأنجح.

هذا وإنّ الرّزانةَ والهدوء والرويّة والحلم قد حضرت في ثورات العرب بقوّة بحمد الله, مع أن العادة غيابها عمّا شابهها ظاهراً من الثورات، وإن كان لا يخلو المجموع من فئات تطير مع كلّ مطيِّر، بحسن نية وطيب قصد أو بغيرها,لكن غفلوا عن أن العاطفة والدموع ليس بشيء في ميزان العدالة والحق.
وما ذرفت عيناكِ إلا لتَضرِبي * * بسهمَيْكِ في أعْشار قلبٍ مُقَتَّلِ
والتغيير في نفسه ليس بجيد إلا إن كان للأصلح والأخيَر، فالاستقرار والسكون مركب الأمن, وحُبُّ التغيير جبلّة إنسانية كما نص على شيخ الإسلام. والجادّة: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (الرعد: 11) وقوله تعالى:"ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم" (الأنفال: 53).

وللخائف الوجل من آثار الثورات نقول: لك الله! أحسن الظن بالأمة ولا تقل هلك الناس, واعلم أنهم يقومون بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة الخيريّة لأمة أحمد صلوات ربي وسلامه عليه, ومن ذلك المطالبة بالعدل الذي قامت به السماوات والأرض, والمنادية بتحرير العباد من ربقة العبودية لغير الله تعالى, كما قال عمر ورضي الله عن عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ "وتأمل المبدأ الأول في لائحة حقوق الإنسان الذي يقول: إن جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق" (القرار:a_d_3217 ) فلا ظلم في الإسلام, فالمسلم عزيزٌ بإسلامه والذمي محفوظة كرامته وإنسانيته وحقوقه, إنما يُدعي للحق والهدى برفق وإحسان.

والمؤمن كيّسٌ فطن, وليس بالخِبِّ ولا الخبّ يخدعه, وقد لاذ بأضالع الثورات فئامٌ ليسوا منها وليست منهم, أنما غرضهم ركوبُها وتوجيهُها حسب شهواتهم وأهوائهم وأغراضهم فلنكن على حذر وأُهْبةٍ.

كما يجب ويتأكدُ صدقُ الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة النّصوح والأوبة الصادقة "ومن لم يتب فؤلئك هم الظالمون" (الحجرات: 11) فلا غِنى لأحدٍ عن التوبة, فهي أولى المنازل وأوسطها وآخرها, كما قاله الإمام ابن القيم, كذلك تصفيةُ النّيّةِ من شوائب حظوظ النفس وبقايا الطمع، وكل شيء لغير وجه الله يضمحلّ، وسهر العيون لغير وجهك ضائع.

ولا بد من الوفاء ثم الوفاء ثم الوفاء.
قالت لِطيْفِ خيالٍ زارها ومضى: * * بالله صفهُ ولا تنقصْ ولا تزِدِ
فقال: خلّفْتُهُ لو مات من ظمأٍ * * وقلتِ: قفْ عن ورودِ الماء لم يَرِدِ
قالت: صدَقْتَ، الوفا في الحبِّ عادتُهُ * * يا بردَ الذي قالتْ على كبدي
كما أنّه من المتعيّنِ مراجعة المسيرة وتنقيحها وتنقيتها, وعرضها دوماً على محكمات الدين ومسلمات الملة, ومن لم يُوقن أن في الوحي كفاية عما سواه فلا كفاه الله, ومن ليس له فيهما غُنية فليس له فيما سواهما غُنية.
قَطَاةٌ غرّها شَرَكٌ فباتت * * تُجاذبُه وقد علِق الجناحُ
فلا في الليل نالت ما تمنّت * * ولا في الصّبح كان لها برَاحُ
وعلى من مُكّن لهم في الأرض أن يُوسعوا صدورهم للنقاش والاختلاف, فالجميع في سفينة واحدة, بيد أنهم في دفّتها. "قال عسى ربكم أن يُهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون" (الأعراف: 129) "ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون" (يونس: 14).
لعل عَتْبَكَ محمود عواقبه * * ورُبَّما صحّتِ الأجسام بالعللِ
والمحاسبة غداً على قدر المسؤولية اليوم, فما أعظمها من أمانة, وما أثقله من حِملٍ, والمُوَفّق السعيد من وفّقه الله, والشقي المخذول من وكله الله إلى نفسه أو خلقه.
غداً تُوَفّى النّفُوس ما كسبتْ * * ويحصُدُ الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم * * وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا
اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين وانشر أمنك وسلامك وعافيتك في بلاد المسلمين, وأصلح دينهم ودنياهم, واهد شعوبهم وحُكّامهم واغفر لحيهم وميتهم, وعجّل بفرجك وتنفيسك ونصرك وتأييدك لأهل سوريا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا رب العالمين, وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.
 
إبراهيم الدميجي
15/ 3/ 1433
@aldumaiji

الشعب يريد ....إسقاط التجهيل

الشعب يريد ....اسقاط التجهيل
هشام محمد سعيد قربان

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

أتاك الربيع الطَّلق يَختال ثائرًا:
الشعب يريد، ويريد، ويريد، وما أكثر ما يريد الشعب بعد أن أفاق من غَفلته التي طالَت! خصوصًا بعد أن اكتَشَف أن لَدَيه ما يُخيف به جَحافل الظلم والشبيحة والبلطجية؛ لسان يتحرَّك، وكلمات حقٍّ يسيرة تَغلب الجيوش، وتهزُّ العروش.

تعدَّدت المطالب في ميادين التحرير،
وساحات الاستقلال والتغيير، ولكنَّ جوهرها - مع تنوُّعها - واحد، وتدور حول محور واحدٍ، وإنِ اختَلَفت مسمَّياتها، فما هو؟ أهو العدل؟ أم الحرية؟ أم المساواة؟ أم رَفْع الظلم؟ أم فَضْح الفساد ودَرْؤُه، ومعاقبة رموزه كائنًا مَن كانوا؟ أم إنشاء دولة المؤسَّسات والقانون؟

دعوني أزيدكم شوقًا بتأخير الإجابة قليلاً، ولنَستمع إلى قصة واقعيَّة فيها الكثير من الدروس والعِبَر، تدور هذه القصة حول موقف لمُفكر إسلامي مشهور، أظنُّه مالكَ بن نبي - رحمه الله رحمة واسعة - أو لعلَّه عالِم آخر، ولقد فاجَأ هذا العالِم - برأيه المُعارض ومنظوره المخالف - عددًا كبيرًا من المحاضرين والحضور في مؤتمر ضخمٍ.

يا لَجُرْأته حين يُخالف - جهارًا نهارًا - ما أجْمَعَت عليه مؤتمرات وأبحاث ونقاشات، بأن قضيَّة احتلال المسجد الأقصى وفلسطين، هي أهم وأخطر قضيَّة تواجه الإسلام وأهله، لا تَقلقوا، فقد تصدَّى له بعض العلماء والمُفكِّرين؛ ليُناقشوه، ويُحاجُّوه، ويُفحموه.

ثم زادَت المفاجأة واشتدَّت الدهشة في ذلك الجمع، حين سأله بعضُ مَن تصدَّوا له سؤالاً يجمع بين الأدب والكِياسة، ولعلَّه انطَلَق من أسلوب: مِن فمك أُدينك، سأله: إن لَم تكن قضيَّة الأقصى المبارك - بتاريخها، وبشُهدائها، ودمائها، وآلامها - قضيَّة الإسلام الأولى، فهلاَّ أخْبَرتنا:
ما هي قضيَّتنا الأولى؟

فأجاب مالك بن نبي بهدوءٍ وثقة عجيبَيْن: قضيَّة الإسلام والمسلمين الأولى هي الجهل!

ليس لديَّ تفاصيل هذه الواقعة، وأعْتَرف أني عرَضتها هنا وأخْرَجتها إخراجًا مسرحيًّا؛ للتشويق والإثارة، لكنَّ جوهر القصة واحد، ولعلي أتخيَّل الأثَر البليغ الذي أحْدَثه جوابُ مالك بن نبي، ولعلَّ تكبيرات القوم
النابعة من الإعجاب والقَبول والدهشة، أيْقَظت بعض النِّيام وهم يتساءَلون: هل أتى العيد قبل حينه بأشهر؟

صدَق والله مالك بن نبي، فإن قضيَّة العالَم الإسلامي الأولى والكبرى هي: الجهل، وهي العَقبة الكَؤُود في تحقيق معنى الاستخلاف، وإيقاظ الشعوب من سُباتها، وبناء المجتمع المسلم الواعي، ودعوة الخَلْق بدليل الفِعل والمثال الحي، والثمرة الطيِّبة.

حين تكون الأُمَّة جاهلة ومُجَهَّلة، وغارقة في جَهْلها، فلا غرابة أن يُحتلَّ الأقصى وتَطول غُربته، ولا عَجَب أن تُؤخَّر أمة الشهادة إلى ذَيْل القافلة، ولا عجَبَ أن تُستباح حُرُمات الأُمة، وتَضيع حقوقها، وتُسرق مُقدَّراتها.

ألا ما أسهلَ استعباد أمَّة جاهلة، فضَعْفها كامنٌ في جهلها، ويَزداد ضَعْف الجاهل، ويطول أَمَدُ رِقَّه وذِله، حين يُنكر الجاهل جهلَه، ويُخيَّل إليه، فيظنُّه  صوابا وحقًّا، ويُصِر على دَرْبه.

لقد أدرَك الطواغيت والفراعنة على مرِّ التاريخ، أن ضمان جهل الأُمم أيسرُ طريق لاستعبادها، وكلما أتى معلِّم أو مُصلح - يذكِّر الناس بجَهْلهم - ذُعِر النظام المُنتفع بدوام الجهل، وصاحَت ذيوله وأبواقه، وأقلامه المأجورة: شعبنا العزيز، إننا نخاف أن يُبدِّل هذا الخارج المارق دينَكم، وأن يظهر في الأرض الفساد.

إنَّ قضيَّة أمة الإسلام الكبرى هي الجهل، وللأسف فلقد أفاد من جهلِ الأمة وتجهيلها - المقصود والمُمنهج - الكثير والكثير من خارج الأمة، ومن بني جِلدتنا، وما زالوا يواصلون سَعْيهم المشؤوم في تجهيل الأمة لاستعبادها، ودوام تسلُّطهم عليها، وتَجهيلها المُمنهج وتخديرها؛ لكيلا يستيقظَ العملاق النائم.

ما وصَل حال أُمَّتنا إلى ما وصَل إليه، إلاَّ حين جَهِلت كينونتَها، وعَمِيتْ عن هُويَّتها، فأصبَحت لا تَقرأ ماضيها، ولا تثمّن اصطفاءَها وخيريَّتَها، ولا تُقَدِّر شرف سَندها المُتصل بالسماء، وتَنسى تاريخها وأمجادها وانتصاراتها، ولا تعرف معنى
"اقرَأْ"، وتتعامى عن أسرار القوة والعزة والكرامة الكامنة في عروقها، وتَشعر بالهزيمة الرُّوحية، فتتحاقَر ما بيديها من جواهر الحق الأصيل، وتتطلَّع إلى ما في أيدي الآخرين من فكرٍ مَشوَّه، وزبالة أفكار، ولَعِب أطفال، ووَهْم شيطان، وزَيْف وتَحريف.

أترى جاهلاً يُدافع عن حقوقه المسلوبة وهو لا يَعرفها؟
أم هل ترى شعبًا مُستعبَدًا، يَنهض للتخلُّص من قيود الذل وهو مقيَّد بقيود الجهل، مُعتقدًا بضَعْفه، وجاهلاً بأسرار قوَّته؟
وهل ترى ضعيفًا مُستذلاً، يَنتفض من أَسْره وهَوَانه وهو يَجهل حقَّه الإلهي في الحرية والعزة والكرامة؟


إنَّ الربيع العربي لن يُؤتي أُكُله، ولن تَيْنَع ثمرته إلاَّ إذا نفَضَت الشعوب المسلمة غبار الجهل عنها، و طلبت العلم من مصادره واهله الذين لا يخافون في الله لومة لائم، وتعلَّمت حقيقة ومعاني ما تطلب، وسألَتْ أنفسها:
ما هي الحرية والعدالة والمساواة؟ وما هو الفساد؟ ومَن هو المفسد؟ وما هو الإصلاح الذي تَرجوه؟ وما مَسلكه؟

إنَّ لهذه المصطلحات معانيَ عدَّة،
فأيُّ معنًى نريد؟ وما هي المرجعيَّة في الفَهم والفكر والسلوك؟

فإن رَضِينا لبشر مثلنا أن يُعَرِّفَ لنا هذه المطالب ويحرفها وَفْق هواه، رَضِينا بعصر جهلٍ وتجهيل جديدٍ، وإنْ رَدَدْنا الأمر لله وللرسول، نِلْنا أعلى مراتب العلم والعزة والحرية.

إن ما تقدم شرحه ليس بدعا من القول، بل هو من قواعد دين الاسلام واصوله العظام، واسأل الله ان يرحم الامام البخاري رحمة عظيمة تتنامى وتتضاعف الى يوم الدين، فهو الذي عقد في  بداية مصنفه الصحيح في كتاب العلم بابا  تحت عنوان بليغ يلخص كل ماتقدم شرحه:   
باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى :( فاعلم أنه لا اله الله واستغفر لذنبك) فبدأ بالعلم، ونقل الامام ابن حجر العسقلاني في مؤلفه فتح الباري شرح صحيح البخاري عن العلامة ابن المنير تعليقه على هذا العنوان الذى وفق له الامام البخاري:  " أراد به ان العلم شرط في صحة القول والعمل، فلا يعتبران الا به، فهو متقدم عليهما لأنه مصحح للنية المصححة للعمل". 

أتمنَّى أن تصلَ نصيحتي المتواضعة - وأنا الطاعم الآمن الكاسي - إلى تلك الجموع المجاهدة المباركة، المعتصمة في ميادين الاستقلال وساحات التغيير، ألاَّ تَنسى في خِضَم الشعارات المختلفة أنَّ عدوَّ الأمة المسلمة الأول هو الجهل والتجهيل، وبالعلم عن الله ورسوله نهزم الجهل، و نفضح التجهيل الممنهج لإمتنا، وندحر اهله ونبطل كيدهم.


ألا فارفعوا يا أبطالنا شعارنا الأهم، ومطلبنا الأوحد: الشعب يريد إسقاط التجهيل، الشعب يريد دولة القرآن، الشعب المسلم المتعلم يعرف ما يريد.

حقد صفوي منهجي في سوريا

حقد صفوي منهجي في سوريا
حسان العمر

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

قد يتسائل البعض ما هذا الحقد الذي نراه  يمارس من العصابة الصفوية الحاكمة في سوريا فهم لم يتركوا شيئا من حقدهم و إجرامهم و لم يسلم أحدا منهم لا طفل و لا شيخ و لا امرأة و لا رجل و لا صغير و لا كبير و لا الشجر و لا الحجر إنه القتل لمجرد القتل و ليس القتل من أجل الإنتصار بالمعركة فمن الطبيعي عندما يخوض طرفا ما حربا ضد طرف آخر لا يهدف الى القتل لمجرد القتل إلا اذا كان المقصود هو التطهير العرقي أو الطائفي و هو ما يحدث في سوريا و  يكون الباعث عليه هو الحقد الشديد و الإنتقام و ليس النصر بالمعركة.

فنحن نرى العصابات الصفوية الحاكمة في سوريا تقتل الجميع و بطريقة بشعة فمن ذبح العوائل بأكملها ذبحا من الطفل الصغير و الرضيع الى النساء و الرجال  الى تتبع  الجرحى بالمستشفيات و اعتقالهم و قتلهم  رغم علمهم أن الكثير منهم ليس له علاقة حتى بالتظاهر و الى قصف الأحياء بشدة في محاولة لقتل اكبر عدد ممكن من العوائل الآمنة في بيوتها كما حدث بحي الخالدية و بابا عمرو و الرستن و الحميدية في حماة و غيرها من أحياء حمص و قرى حوران و إدلب و ديرالزور الى منع العوائل من الخروج من الأحياء المستهدفة حتى يقتلوا فيها و كذلك منع الطعام و الماء والأدوية و الوقود للتدفئة مع دخول البيوت و حرق البطانيات ايضا حتى من لم يمت بالرصاص و القذائف و الجوع فليمت بردا.

إنهم يريدون القتل و القتل فقط يريدون أن ينتقموا أن يفرغوا حقدهم بالقتل للاطفال و النساء و الشباب و الشيوخ سواء بالقذائف او الرصاص او البرد او الجوع او العطش .

إنه الحقد الكبير على اهل السنة فهم لا يكتفون حتى بالقتل بل بالتمثيل بالجثث و التمثيل بالأحياء قبل الأموات و هذا ما نشاهده من جرائم فظيعة حدثت في حماة و غيرها بالثمانينات من القتل البشع و بعشرات الألآف لأهل السنة من أهل حماة و غيرها من المدن الى التمثيل الفظيع بالأحياء و الأموات الآن  كما حدث مع حمزة الخطيب و غيره الكثير من الذين وقعوا بيد مجرم لا يعرف غير الحقد دينا له.


 فما رأينا  التمثيل و التعذيب أو القتل باستخدام المثقاب الكهربائي و الحوامض الكيميائية إلا على يد الصفويين في إيران الذين كانوا يمثلون و يقتلون الأسرى العراقيين بالحرب العراقية الإيرانية بطريقة بشعة و هذا ما رواه الأسرى المحررين من هؤلاء و الكل يعلم أن ثقافة الدريل أو المثقاب الكهربائي و التمثيل الفظيع بالجثث للمعتقلين كان نصيب أهل السنة بالعراق من الصفويين  أيضا فقد ارتكبوا الفظائع بأهل السنة و أظهروا حقدا غريبا جدا بطريقة القتل و التصفية لأهل السنة بالعراق و هذا ما نراه يتكرر في سوريا اليوم من هذه الطريقة البشعة بالقتل .


 و هذا القتل لمجرد القتل في سوريا و الذي قبله في إيران و العراق نابع من مدرسة واحدة هي المدرسة الصفوية الشيعية و هذا ما يؤكد ايضا ان اليد التي قتلت أهل السنة بالعراق بالأمس هي من يقتلهم اليوم في سوريا  .

قد يستغرب الكثير من هذه الطريقة بالقتل و من هذا الحقد من أين اتوا به و كيف يمكن لإنسان أن يفعل ذلك بإنسان بين يديه قد لا يعرف حتى لماذا يقتله هؤلاء و
لكن الغرابة قد تزول إذا علمنا أن دينا بني على الحقد و الثأر من الطفولة و حتى الكهولة  دينا بني على عقيدة الثأر من أحفاد من قتل الحسين حسب زعمهم و هم أهل السنة كل اهل السنة فإذا كان الطفل يتربى و يرضع هذا الحقد بالمعابد الخاصة بهؤلاء الصفويين فهذا بالنتيجة أدى الى أن يظهر حقده عندما تتاح له الفرصة و هذا ما يفسر القتل و التعذيب و التمثيل الذي يقوم به الكثير من هؤلاء المجرمين الذين لم يسمع البشر بمثل جرائمهم يوما.

و مع كون الحقد الكبير أحد أسباب جرائم هؤلاء الرئيسية بالعراق سابقا و اليوم في سوريا و لكنهم يفعلون ذلك  لأسباب استراتيجية أيضا من وجهة نظري فهم بهذه الطريقة بالقتل بالعراق كان المقصود منها نشر الرعب و الخوف بين أهل السنة لتهجيرهم من العراق و هذه الطريقة استخدمتها العصابات الصهيونية في فلسطين من قبل لنشر الرعب بين الفلسطينين و تهجيرهم كما حدث في مجزرة دير ياسين و غيرها فهم من مدرسة واحدة لا بل العصابات الضهيونية اكثر رحمة و شرفا من هؤلاء الصفويين بكثير.

 و الصفويين الآن يهدفون الى تهجير أكبر قدر ممكن من أهل السنة من سوريا لذلك يستخدمون القتل و التمثيل و التعذيب لإرهاب الناس و نشر الخوف فيهم فيهربون تاركين بيوتهم و مناطقهم مما يتيح الفرصة لإسكان أكبر قدر ممكن من المستوطنين الصفويين في مناطقهم بالمستقبل حال انتصارهم كما يخططون.

و قد يكون التركيز على حمص فضلا عن أنها عاصمة الثورة السورية و فيها النشاط الأكبر و لموقعها الإستراتيجي فهم أيضا قد يكونوا يهدفون أن تكون ضمن الدولة العلوية التي يخطط النظام لإنشائها في حال لو فشل بالإحتفاظ بكل سوريا.

لذلك نرجو التنبه لهذا المخطط الذي قد يكون واقعا بالمستقبل إذا لم نفهم ماذا يريدون كما حدث لأهل السنة بالعراق من قبل.


فمن هذا يجب أن يعلم أهل سوريا أيضا أنه لا مجال أبدا للتراجع عن هذه الثورة فكلفتها فيما لو فشلت سوف تكون أكبر بكثير من حال نجاجها و ان كنا متأكدين تقريبا من فشل مخططاتهم فالشام أرض مباركة باركها الله و جعلها بلاد الإيمان و الإسلام فلن يكون للظالمين و الكافرين عليها سبيلا فهي سوف تعود بعون الله و التوكل عليه قريبا معقل المسلمين تشع نورا الى العالم كما كانت بالسابق و بنصرة الله لنا وعونه مع الإستمرار بالثورة و الصبر سوف يكون أهل سوريا أهل الإسلام هم أهل الحكم بالبلاد و الحمد لله رب العالمين

يوما يتلوه يوم اخر

تتسابق الايام وتجري السنين ونسير معا على خطى ثابته

منا من يذهب منا من يتزوج منا من يذهب الى الرحمن

الدهر والزمان حيث صمت الاهات والليالي الطوال

شهر يذهب وياتي شهر اخرى والحياة مستمره 

لا نعلم عن الاقدار شى سوى بـ ان الله يحاسبنا بما نعمل ..

نذكر الله ساعات وننساه ساعات النت

 يجعلنا نلهو كثيرا ويبعدا عن ذكر الرحمن

الدنيا وما الدنيا الدنيا متاع قليل 

الجنة هي اللتي وعدنا بها الله

هل تحب الدنيا... اسسمع ماذا قيل عنها

في الجنة ان شاء الله الله يجعلنا من اهلها 

تاتي لنا الدنيا على شككل عجووز ويقول الله

هذه الدنيا اللتي كنتم تحبونها

 اذا ..

نعيم عظيم ينتظرنا فى الجنة ..

هذا ما وعدنا الله به


هل تعرف ما هي قرة العيين

اعمل لـ اخرتك قبل ذهاب ايامك

ابتعد عن المحرمات والمنكرات 

اذكر الله ( طول ما انت فاضي استغفر لله)

كفر ذنوبك اللتي لاتدري كم عددها ...

اصلح بين النااس اترك اللهو والعب جانبا 

اعمل لا اخرتك تلقى النجاح ...

استغفر الله اللذي لا اله الا هو الحي القيوم

قرة العين (ربنا هب لنا من ازواجنا )

فقد تردد ذكر كلمه ( قرة عين ) فى القرأن فى اكثر من موضوع فهل سأل احد منا نفسه عن معنى ( قره العين)
قالت العلماء ان ( قره العين ) انما هى مشتقه من استقرار العين وكثيرا ما قورنت فى القران بالنعيم وذلك لان من اعظم نعم الله على العبد ان يرزقه باستقرار عينه وهذا يدل على مدى استقرار قلبه ومدى شعوره بالامن والطمانينه لا سيما ان العين بوابه القلب
فانت اذا ما استقر عينك استقر قلبك لا محال
وانت اذا نظرت الى عينك وقلبك من ينام منهما قبل الاخر؟
فالعين تنام قبل القلب حيث ان القلب لا يستطيع النوم والعين مفتوحه وهذا مما يدل على ان استقرار العين تدل على استقرار القلب
وهذه قطفه من روائع بلاغه القرأن و بلاغه معانيه.........
واسأل ان ينفعنا بهذا واياكم والله ولى التوفيق 



كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "حبب إلي من ديناكم: النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة" . وفي حديث آخر أنه قال: "أرحنا يا بلال بالصلاة" .، ولم يقل: أرحنا منها، وفي أثر آخر: ليس بمستكمل للإيمان من لم يزل مهموماً حتى يقوم إلى الصلاة، أو كلام يقارب هذا...)إلخ، وقال في مجموع الفتاوى: (وما من مؤمن إلا ويجد في قلبه محبة الله وطمأنينة بذكره، وتنعماً بمعرفته، ولذة وسرورا بذكره ومناجاته، وذلك يقوى ويضعف ويزيد وينقص بحسب إيمان الخلق، فكل من كان إيمانه أكمل كان تنعمه بهذا أكمل، ولهذا قال في الحديث الذي رواه أحمد وغيره: حبب إلي من ديناكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة، وكان يقول أرحنا بالصلاة يا بلال...) إلخ.
وقال في موضع آخر من مجموع الفتاوى: (وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان والمعرفة، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول أرحنا بالصلاة يا بلال، ولا يقول أرحنا منها كما يقوله من تثقل عليه الصلاة كما قال تعالى: "وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" .[البقرة:45] والخشوع الخضوع لله تعالى والسكون والطمأنينة إليه بالقلب والجوارح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول حبب إلى من دنياكم النساء والطيب ثم يقول وجعلت قرة عيني في الصلاة)، ولم يقل حبب إلي من دنياكم ثلاث كما يرفعه بعض الناس، بل هكذا رواه الإمام أحمد والنسائي أن المحبب إليه من الدنيا النساء والطيب، وأما قرة العين تحصل بحصول المطلوب، وذلك في الصلاة...) 
 
 
قُرَّة العين
أَقَرَّ الله عينك
يقال: قَـرَّ يومنا يُقِرُّ قُرة،
ويوم قَر بالفتح أي بارد
وليلة قرة
وأردت بالحر والبرد الكناية عن الأذى،
فالحر عن قليله والبرد عن كثيره
ومنه حديث حذيفة في غزوة الخندق: فلما أخبرته خبر القوم وقررت، قررت أي لما سكنت وجدت مس البرد.

وفي حديث عمر قال لأبي مسعود البدري: (بلغني أنك تفتي ول حارها من تولى قارها) جعل الحر كناية عن الشر والشدة والبرد كناية عن الخير والهين
والقار فاعل من القِر البرد أراد: ول شرها من تولى خيرها وول شديدها من تولى هينها .
ومنه حديث الحسن بن علي في جلد الوليد بن عقبة: ول حارها من تولى قارها وامتنع من جلده .

وفي حديث الاستسقاء: ( لو رآك لقرت عيناه ) أي لسر بذلك وفرح
وحقيقته أبرد الله دمعة عينيه لأن دمعة الفرح والسرور باردة،

وقيل معنى أقر الله عينك بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا تستشرف إلى غيره.


او
مرتاح البال وخالي من الهموم وسعيد


ومقوله اخرى

دائما عندما يأتي للشخص مولود او يرجع احد من السفر
نسمع قرة عينك
مامعنى هذه الكلمه (قرة عينك)
الكل يقول بانه معناه الفرح او السرور
لكن مامعناها؟

فلقد ظننته بانه من القرار اي السكون فالانسان يفرح عندما يستقر لكنها لم تكن كذلك...فلو كانت كذلك فنحن ندعي عليه لا ندعي له كان نقول له اسكن الله عينك فإذا سكنت العين ولم تتحرك فهذا دليل على العمى او الضرر في العين حيث ان العين الطبيعيه تتحرك بينما العين المتضرر لا تتحرك......

ولكن عند البحث ظهر لي
بان قرة العين رؤية ما تقرَّ به العين يقال: أقرَّ الله عينك أي صادف فؤادك ما يرضيك فتقرَّ عينك حتى لا تطمح بالنظر إلى ما فوقه. وقيل: هي من القرّ أي البرد لأن المستبشر الضاحك يخرج من شؤون عينيه دمع بارد والمحزون المهموم يخرج من عينيه دمع حار

رايت تفاسير كثيره لكني وجدت هذه هي الاقرب

ونجد في القران ايات كثيره عن قرة العين
(‏وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه‏)
(فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين )

واخرى
قال العلماء إن ( قرة العين ) إنما هي مشتقه من استقرار العين وكثيرا ما قورنت في القرآن بالنعيم وذلك لأن من أعظم نعم الله على العبد أن يرزقه باستقرار عينه وهذا يدل على مدى استقرار قلبه ومدى شعوره بالأمن والطمأنينة لاسيما أن العين بوابه القلب.

فأنت إذا ما استقرت عينك استقر قلبك لا محالة.

وأنت إذا نظرت إلى عينك وقلبك من ينام منهما قبل الآخر؟

فالعين تنام قبل القلب حيث أن القلب لا يستطيع النوم والعين مفتوحة وهذا مما يدل على أن استقرار العين تدل على استقرار القلب.

إن قرة العين رؤية ما تقرَّ به العين يقال: أقرَّ الله عينك أي صادف فؤادك ما يرضيك فتقرَّ عينك حتى لا تطمح بالنظر إلى ما فوقه.

وقيل: هي من القرّ أي البرد لأن المستبشر الضاحك يخرج من شؤون عينيه دمع بارد والمحزون المهموم يخرج من عينيه دمع حار.

و في القرآن آيات كثيرة عن قرة العين منها:

(‏وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه)

(فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) سورة السجدة آية 17

يقصد بها برودة العين وهذه تحصل من شدة السعادة.

تقال هذه العبارة فيما يرضي ويسر.

ويقال فلان في قرة من العين. يعني في رغد وطيب.

وقرة العين نبتة مائية تنبت في الجداول والمنافع وتزرع. والله أعلم.

قرة العين هي دمعة الفرح ..

وقرة العين نبتة مائية تنبت في الجداول والمنافع وتزرع. وهى نبات فيه عطرية من جنس البقل وفيه ملاسة. يفوح فم آكله من طيب رائحته، وهو عند أهل مصر وصقلية والإسكندرية من بقول المائدة .منابته في المياه الراكدة العائمة .

قُرَّة العين

يقال: قَـرَّ يومنا يُقِرُّ قُرة، ويوم قَر بالفتح أي بارد وليلة قرة

وأردت بالحر والبرد الكناية عن الأذى،فالحر عن قليله والبرد عن كثيره

ومنه حديث حذيفة في غزوة الخندق: فلما أخبرته خبر القوم وقررت،

قررت أي لما سكنت وجدت مس البرد.

ومنه حديث ابن مسعود قاروا الصلاة أي اسكنوا فيها ولا تتحركوا ولا تعبثوا وهو تفاعل من القرار.

وفي حديث عمر قال لأبي مسعود ألبدري: (بلغني أنك تفتي ول حارها من تولى قارها) جعل الحر كناية عن الشر والشدة والبرد كناية عن الخير والهين والقار فاعل من القِر البرد أراد: ول شرها من تولى خيرها وول شديدها من تولى هينها .

ومنه حديث الحسن بن علي في جلد الوليد بن عقبة: ول حارها من تولى

قارها وامتنع من جلده .

وفي حديث الاستسقاء: ( لو رآك لقرت عيناه ) أي لسر بذلك وفرح

وحقيقته أبرد الله دمعة عينيه لأن دمعة الفرح والسرور باردة،

وقيل معنى أقر الله عينك بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا تستشرف إلى غيره.

وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.

ورد في تفسير القرطبي لـهذه الآية :

أن الإنسان إذا بوركَ لهُ في ماله وولده قرَّت عينه بأهله , وعياله ..

حتى إذا كانت عنده زوجة اجتمعت له فيها أمانيه من جمال و عفَّة , و نَظَر , و حوطة .... أو كانت عنده ذُرية مُحافظون على الطاعة , معاونون له على وظائف الدين والدُنيا و لم يلتفت إلى زوج أحد ولا إلى ولده فتسكن عينه عن المُلاحظَة , ولا تمتد عينه إلى ماترى , فذلك حين قُرَّت العين , و سكون النفس .

وفي تفسير البغوي ج3/ص379

يعني أولادا أبرارا أتقياء يقولون اجعلهم صالحين فتقر أعيننا بذلك.

قال القرطبي ليس شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وأولاده مطيعين لله عز وجل.

وقاله الحسن ووحد القرة لأنها مصدر وأصلها من القر لأن العرب تتأذى من الحر وتستروح إلى البرد.

وتذكر قرة العين عند السرور وسخنة العين عند الحزن ، ويقال دمع العين عند السرور بارد وعند الحزن حار.

وقال الأزهري معنى قرة الأعين أن يصادف قلبه من يرضاه فتقر عينه به عن النظر إلى غيره . أسألُ الله أن يرزقني وإياكم قُرَّة الأعين .
 

Increased cases of Africans losing their cash to Japan based used car fraudsters!

For most of us in Africa, buying a brand new car is not easy. We, however, benefit from the booming used car industry in Japan. These cars are generally cheap and in good condition. Apart from Africa, they are being exported to many other countries, a clear testimony of their performance and durability.
Toyota Tundra
Toyota Tundra
While many people will tell you to buy these used Japanese cars elsewhere, buying them directly from Japan is more beneficial. The cars used by the Japanese owners will be far much better than the ones in the intermediate places. This is because the Japanese Government has strict road safety regulations which force car owners to keep their cars in excellent condition.
Most of the people who import used cars directly from Japan use websites which list the cars that are available for sale. They contact the dealer using contact details on the website, get an invoice, and wire the cash to his account in Japan. In return, the dealer puts the car on the ship to a destination port chosen by the client.

As you can see, this whole exercise involves some risk on the part of the client. Although most car dealers, especially the ones that have been in business for a long time, are very honest (by the way, the Japanese are generally very honest), cases of people losing their hard earned cash to used car fraudsters are on the increase. Be careful!!!
Last year, two friends from Malawi lost their $$$. In the first case, the guy wired more than US$5,000 to a bogus company’s account after being wooed by the Nissan X-Trail, which was being offered on their website. In the second one, a young man paid US$2,800 for a VW Golf to yet another fake company. Up to this day, these cars have not yet been shipped. The “dealers” have vanished. Their websites are inaccessible.
My friend Chomora Mikeka (soon to be Dr Chomora Mikeka) and I tried to help the guy who wanted to buy the Nissan X-Trail. We found the residence of the “dealer” by using the physical address that he used in the email correspondence with our friend. We buzzed his apartment and told him that we went there to inquire about the status of our Malawian friend’s Nissan X-Trail. He was so scared, but he opened the main door for us and told us to wait for him in the lobby for some minutes. But minutes became hours; we waited for him for a good (or is it bad) two hours.
Finally, he came,  picked us up to his tiny office and apologized profusely. He told us that he had shipped a wrong car to our friend and showed us the documents, which, I think, were fake. The dude might have prepared them during the two hours when he “imprisoned” us in the lobby. He further asked us to plead with our friend in Malawi to accept the car that he had shipped, but our friend refused and insisted on the Nissan X-Trail. We called the thief and told him the position of our friend. He told us he would be shipping the Nissan X-Trail soon but as time passed, we realized that he did not ship it.  We kept on calling him but he kept on making false promises.
In the course of time, he started becoming uncooperative and we had lost a lot of money through phone calls to him. We were also getting concerned about our safety here. The guy is a thief and probably he has connections with the bad boys around. Because of the gravity of this issue, they may decide to wipe us out. So we stopped pursuing this issue. The last time I checked, the Malawian friend told me he was hiring some lawyers in Tokyo. I am yet to know his progress. From this experience, you can see that it is not easy to recover your money stolen in this way. Please be careful!!!
An article from Kenya also reports that 30 Kenyans, three Tanzanians, two Ugandans and a Malawian (I am not sure if he is one of my two aforementioned friends) had fallen victim to these fraudsters in less than two months. These are very sad developments, more especially when you consider the difficulties that we go through in Africa in order to raise money.
Friends out there, please make sure that you buy your vehicles from genuine dealers only. Don’t be attracted by the photos of some of these sleek cars and their give away prices. It’s better to continue walking on foot while your cash remains in the bank or invested in other ways. To avoid losing your $$$ to these conmen, here are some of the things that you can do:
  1. Buy from dealers that are registered with the Japan Used Motor Vehicles Exporters Association. This association is approved by the Japanese government.
  2. If you already import used cars from Japan, keep on buying from the dealers that you already know. Do not be attracted by some new dealers who are offering very good cars at very attractive prices.
  3. If you are new to this trade, please ask those with experience so that they should lead you to their dealer connections in Japan.
  4. Last but not least, having stayed here in Japan for close to 4 years,  I know several honest dealers here. If you have the money and you will not have problems wiring it here, you can always contact me. I will link you up with the dealers and even ask them to give you a discount (Ndimatha kunenelera kuti atsitse mtengo mu Chijapanizi Ki ki ki). But please don’t ask me for FOREX. I don’t have it!

UBB (metered internet) will restrict innovation

UBB (Usage Based Billing / “Metered Internet”) is a hot topic right now, with many Canadians angry over the failures of CRTC and the subsequent forced price hike of the internet, even when using small competing ISPs.
There were arguments about online games (Steam):
Thanks to UBB, I can no longer use Steam in Canada thanks to your ridiculously low caps provided by my ISP. This is total bullshit as I am now forced to use a brick and mortar store to purchase my pc titles rather than committing a little under half of my bandwidth to downloading one new game title.
There were arguments about keeping in touch with one’s family:
I’m in the US military and my wife’s Canadian. During my last deployment, one of the easiest ways for her and I to keep in contact while she finished up her University degree in Ontario was webcam. She had Roger’s internet and they’ve had this bullshit implemented for some time. So, she had some crap 25 Gb max rate and we hit that most every goddamn month just trying to stay in contact. (Yes, in hindsight we should have switched and whatever. That was then, this is now)
And of course many arguments over economic impact on consumers:
I’m about to lose an extra $200 a year just because some large corporate giant says so: Recently, Bell Canada has had the Canadian Radio-television Telecommunications Commission (CRTC) make a decision that aims to take more money out of the pockets of Canadian consumers and ruin online services that are competitors to Bell Canada.
A quick video intro to what’s happening: Strombo Talks About The Impending Metered Internet
And many many more arguments about why metered internet is a bad idea. Here, I’ll talk about how Usage Based Billing will disrupt (in a bad way) Computer Science education, innovation, and as a result, the software industry.
– Coffee shops (traditionally hubs for exchange of ideas and birth place of innovations) will no longer be able to offer free wifi, in a fear of punitive per-GB charges. The stereotypical image of the next Silicon Valley entrepreneur starting a company out of a coffee shop will vanish, and with that a pool of innovation.
– Students will be limited in exposure to new technology. Proposed 25 GB download caps are just too small. Software downloads can take up a large chunk of the allowed quota: iPhone SDK is 3.5 GB, the latest version of Linux (Ubuntu) is 0.7 GB (plus all of the updates!). Tinkering with new types of operating systems and making applications for one’s phone is the inspiration that’s necessary to get students interested in the pursuit of technological education, but such can easily hit the allowed bandwidth cap, and will likely be discouraged in low-income households.
– Online learning resources will take a hit. TED.com is an amazing resource that delivers ideas that are persuasive, ingenious, inspiring, and informative. Of course video streams quickly add up to the bandwidth caps. Schools have just started moving towards the internet to better teach the material, but now rich media (videos, interactive applications, etc) will likely be reconsidered, in other to keep the resources equally available to all students.
The Cloud is the bleeding edge of technological innovation. As companies like Amazon, Google, and Microsoft innovate new ways of thinking about communications, data, and computer resources; Canadians are getting locked just to their local machines. If we can’t backup our data (Dropbox) and stream music (Pandora), then we are not in an environment where we can create such companies.
– Limit of research with large datasets. The Netflix Prize is the first that comes to mind where open experimenting lead to development of better technology. Twitter offers even larger data streams, offering insights into everything from geopolitics to the stock market. A Canadian example would be the the Goldcorp Challenge, when in 2000 Goldcorp has released its geological data to the world in an attempt to save a gold mine in Red Lake, Ontario from closing. Many submissions came in, including those from students. The mine ended up finding over $6 billion (that’s billion with a B) worth of gold. Open access to large datasets has clear impact on innovation that results in new technology, insights, and creation of resources. There’s more data than ever available on the internet now, but exploration of such will be discouraged with metered bandwidth fees.
– Similar to research on large data sets, contributing to distributed scientific research will become discouraged as well. Folding@home is a distributed computing platform, researching diseases “such as Alzheimer’s, ALS, Huntington’s, Parkinson’s disease, and many Cancers”. Bandwidth caps will discourage contributions to this and similar research models.
The initial counter argument might be: “just pay more to get as much access as before”, but this is not that simple. Price-conscious University students will start second-guessing if they should explore their innovative ideas, when data consumption is met with punitive fees. High schools students often have limited say over the connections in their household, and low-income families might get into a conflict between providing an open learning environment and paying extra costs.
It’s clear that telecommunications companies such as Bell and Rogers fear technological innovations that was brought by Skype, YouTube, and Netflix; but pricing such innovations out of the market will have a far greater impact on the environment that allowed for such innovations (and many many more) to be developed in the first place.
What can you do? http://www.reddit.com/r/canada/ is our battleground; a lot of information and ideas are posted and discussed there. Excellent list of actions one I take. Sign the petition. Attend a rally in downtown Toronto. Let everybody else know how this change will affect them. Join the discussions: @OpenMedia_ca, @ubbtor.