الجمعة، 17 فبراير 2012

لا نريد أموال المستثمرين

لا نريد أموال المستثمرين

راشد محمد الفوزان
    بين كل فترة وفترة زمنية تخرج علينا أخبار عن قرب دخول المستثمرين بسوق الأسهم السعودي، وهي تصريحات ليست رسمية ولا يعتمد عليها ابدا، بل هي أمنيات ومحفزات يضعها كثير من شركات الاستثمار وهي خارج البلاد لا داخلها، وكأنها هي الأعلم بمصالح بلادنا أكثرمن أنفسنا، وهم يعرفون أن السوق لم ينضج بعد وليس قريبا رغم أهميته، لست ضد الاستثمارالأجنبي أبدا بل هو مرحب به بأي وقت وبأي مبالغ مهما كانت ، لكن السؤال أين تتجه ومتى تأتي وكم ستبقى ؟ فهي قضية ليست مفتوحة على مصراعيها ابدا . ونحتاج إلى تنظيمات وتشريعات وقوانين تضبط كل ريال يدخل بلادنا ، فهي أموال " أجنبية " باحثة عن فرصة ، ليست مستقرة ولا تأتي مجاملة أو دائمة ، والاخطر هو سوق الأسهم أو السوق المالي ككل ، باعتبارات عده أهمها سهولة الدخول والخروج من السوق في يوم واحد وبمليارات الريالات ، وهذا ما يخلق خللا كبيرا في السوق حين لا يكون منظما ومراقبا من الجهات الرقابية وهي تتمثل هنا بهيئة السوق المالية ، فنحن نريد أموالا تبقى وتستقر لا أموال مهاجرة مع أول ربح.
يصر كثير من المحللين أو الباحثين أو شركات استثمارعلىالتشجيع بفتح الاستثمار الاجنبي ، ونحن رأينا اسواقاً تعاني الكثير من هذه الأموال " الجوالة " في الأسواق الناشئة ، التي تبحث عن فرصة سريعة وتعود من حيث أتت ولا ينظر إلى ماذا خلفت وراءها ، أثق أن هيئة السوق المالية لدينا ، أشد حرصا على السوق والاقتصاد الوطني من اي طرف آخر فهو سوقها وسوق مؤتمنة عليه بالرقابة والتشريع والتنمية له ، لجذب الاموال والاستثمار به بما ينعكس على الاقتصاد الوطني ، وحين يطالب البعض بفتح السوق للأجنبي مباشرة ، نقول له إن الوقت غير مناسب ، لاعتبارات يطول شرحها أهمها نضج السوق لم يكتمل وصغر حجم السوق وعدد الشركات رغم أنها بقيمة تفوق التريليون ريال ، من المهم أن نوجد سوقاً جاذبة مستقرة ، يغلب عليها الشركات الجيدة والاستثمارية ، وبنوكنا لا تنقصها السيولة وهي أموال المودعين فالسيولة عالية جدا في بلادنا فلا نقص سيولة ولكن مشكلة " ثقة " و" وضوح " ورؤية للمستثمر، لن يأتي لنا أحد من الخارج ليضخ الأموال لمجرد أنه سيبقى في السوق ، الأشكال في الأموال الساخنة التي لا تبقى وهي فايروس على الاسواق ، وهنا يصعب ضبطها وتقنينها بفتح السوق ، بل يجب أن يكون هناك " آليه " تقلل المخاطر بالسوق ولا تتحول لسوق مضطربة ومضاربة وصراعات كبار وشركات استثمار ، يصبح ضحيتها الاقتصاد الوطني والمتداول البسيط ، نحتاج وقتاً وزمناً كافيين للوصل لهذه المستويات وهي لم تأت ولكن نسير بطريق صحيح بتميز كبير من هيئة السوق المالية التي تقدم عملا مميزا بكل موضوعية ووضوح ، أصبح يمارس في الرقابة والشفافية ونشر القوائم المالية وضبط هائل وكبير ، لم يكتمل كل شيء بالطبع لكن يجب أن نسجل نجاح الهيئة مقارنة بفترات ماضية كانت تفتقد الكثير والكثير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق